لأول وهلة، قد يبدو سؤالا غريبا. ولكن عند الإمعان فيه ومحاولة الإجابة عليه سوف تتضح ملامح هذا السؤال وتبرز أهميته والغاية منه.
كل من ينشد تطوير نفسه يعي تماماً أهمية التقدم في أي مسعى يختاره. فمن يرى نفسه في موضع متقدم (صحيا، ماليا، اجتماعيا.. الخ) عما كان عليه بالأمس، يدرك أنه قد تقدم وحاز مكانة لم تكن متاحة له بالأمس. وهذا الأمر هو لب تطوير الذات، وإلا فأي تطور ننشد إن كنا نقبع في نفس المكان الذي نحن فيه يوما بعد آخر.
قد يظن البعض أن التقدم الحقيقي يقتصر عل اجتياز العقبات العظام وتحقيق المستحيلات ولهذا السبب يستحقرون النجاحات الصغيرة والخطوات الخجولة للأمام، ولذلك تجدهم في الغالب لا يتمكنون من تحقيق أي شيء يذكر.
إن كنت راغبا في تطوير نفسك فعليك باحتضان التقدم مهما كان بسيطا وتذكر المقولة القديمة:
“تقدم ببطء ولكن لا ترجع للوراء”.
إدارة الأموال كمثال
كون هذه المدونة مختصة بتعزيز الوعي المالي للأفراد، فسأقوم بضرب مثال على أهمية التقدم البسيط في عالم المال.
يقتصر مسعى تعظيم الثروة للأفراد (بصورة مبسطة وعامة جدا) على أمرين:
١- تقليل المصروفات
٢- زيادة الاستثمارات
وكل ما يُقال ويُنصح به في هذا المجال يتمحور حول هذان الأمران. وعلى أهميتها، فبميسور أي شخص (نعم أي شخص) تحقيق تقدم بسيط فيهما وبأسرع وقت كذلك. والطريقة وبكل بساطة هي أن تمتنع ولو ليوم واحد عن الصرف على أمر لطالما شعرت بأنك مُسرف فيه (مطاعم، مقاهي، أجهزة تكنلوجية.. الخ) وبذلك تكون قد أتممت الأمر الأول (تقليل المصروفات) وأن تقوم بشراء سهم واحد فقط في شركة مدرجة بالبورصة وبذلك تكون أتممت الأمر الثاني (زيادة الاستثمارات).
فكرة سخيفة؟
أبدا. إنها الخطوة التي قد تنقلك من حضيض الكسالى والمتدثرين بالأعذار تجاه أوضاعهم المالية لتصل بك إلى مصاف أهل الحرية المالية والثراء.
قبل الحكم عليها، اعتبرها تجربة وشارك الآخرين نتائجها، فلعلها تكون الخطوة التي طال انتظارها والتي ستغيرك لتغدو إنسانا أفضل. وفي جميع الأحوال، تستطيع الرجوع لما كنت عليه إن لم تفلح هذه التجربة.
وختما تذكر، تقدم بسيط ومستمر هو كل ما تحتاج إليه.