أنت شركة استثمار

قد لا تكون تملك الملايين، وقد لا يوجد من يعمل لديك بصورة منتظمة، وقد لا تملك الكثير من الخبرة الاستثمارية، ولكنك بالتأكيد تملك الكثير لتتفوق به على أي شركة استثمار معتبرة. وكيف يكون ذلك؟ تابع النقاط التالية واحكم بنفسك؟

الأعباء المالية

ترزح جميع شركات الاستثمار تحت أعباء مالية مختلفة (رواتب، مكافآت، إيجارات..) وهي أعباء شبه معدومة بالنسبة لك كفرد. الأمر الذي يخفف عليك الكثير من الهموم التي تنال شركات الاستثمار بسبب الحاجة لتوفير سيولة نقدية لمقابلة هذه الأعباء الثقيلة. ناهيك عن دور هذه الأعباء في تقليل أرباح هذه الشركات.

الديون

قلّما تجد شركة استثمار بلا ديون، بل لا أبالغ حين أقول أنه من شبه المستحيل وجود هكذا شركة. فالأساس التي تقوم عليه هذه الشركات هو تعظيم أرباح المستثمرين من خلال الاستغلال الأمثل لمصادر تمويلها وأصولها المختلفة، والتي لن تكون ذات ربحية كبيرة دونما قروض. بينما تستطيع كفرد الاعتماد على ما لديك من رأس مال، مهما كان بسيطا، في تحقيق نسب أرباح ممتازة ودون ديون. وحتى مع اضطرارك كفرد للاقتراض، في حالة الاستثمار في العقارات مثلا، فإن نسبة ما تقترضه غالبا ما يكون في حدود طاقتك، فالجهات التمويلية لا تتوسع في إقراض الأفراد توسعها في إقراض الشركات.

طلبات المستثمرين

عندما تستثمر أموالك بنفسك، فلا حاجة للاكتراث بآراء الآخرين في الكيفية التي تستثمر بها، بينما تضطر الشركات الاستثمارية للاستماع (مرغمة) لنصائح مستثمريها، وذلك إما من خلال الجمعية العمومية للشركة، أو من خلال التواصل المباشر مع مستثمريها، وخصوصا الكبار منهم.

متطلبات الجهات الرقابية

هناك العديد من الجهات التي تراقب شركات الاستثمار في عملها، كالبنوك المركزية وهيئات سوق المال، حيث تصبح الشركات مُطالَبة بتخصيص عدد من الموظفين لتلبية طلبات هذه الجهات كي لا تقع تحت طائلة المسائلة القانونية. بينما يتمتع الفرد بحرية مطلقة لاستثمار أمواله كيفما يشاء دون حسيب أو رقيب. وبالتالي قدرة أكبر على التركيز في عمله.

ثقل الحركة

وهذا الأمر بالذات يؤثر جدا في قدرة الشركة على شراء أو بيع الأسهم في البورصة. فعندما تُقدِم شركة على شراء أسهم، فإنها تحتاج لأشهر أو على الأقل لأسابيع لتقوم بذلك، والسبب في ذلك عدم رغبة الشركة في التأثير على قيمة السهم، والتي قد ترتفع أو تنخفض بشدة نتيجة لشراء أو بيع كمية كبيرة من الأسهم. والحال مختلف طبعا مع الفرد، فعندما يقوم بشراء بضعة مئات أو حتى آلاف من الأسهم، فإنه سيكون بمعزل عن ملاحظة بقية المستثمرين، حيث أن أسهمه التي قام بشرائها أو بيعها قليلة جدا ولن تؤثر بالغالب على سعر السهم. وهذا الأمر يتيح للفرد الدخول على شركات والتخارج منها في أي وقت يشاء.

الصعوبة في تغيير النهج

لا تُقدِم الشركات على تغيير نهجها الاستثماري بسهولة، فالأمر يتطلب لجان ودراسات وموافقات، ناهيك عن التكاليف التي ترافق هذه التغييرات(مستشارين، تطبيقات حاسوبية، عمل إضافي ..). أما الفرد فكل ما يحتاجه هو قراءة بعض الكتب، أو الاستماع لبعض النصائح من خبراء في مجال الاستثمار، ومن ثم الانطلاق في تطبيق سياسته الاستثمارية الجديدة، بل وتغييرها متى ما رغب بذلك.

ودمتم،

Twitter: @faisalkarkari

لا تتفاوض مع أطفالك بالمال

يلجأ العديد من الآباء والأمهات لاستخدام المال كأسلوب تفاوض مع أطفالهم وذلك لدفعهم على القيام بمختلف أنواع المهام المطلوبة منهم، أو لردعهم عن القيام بتصرفات معينة. وحيث أن هذا الأسلوب خاطئ من الناحية الاقتصادية، وقد يكون أيضا خاطئ من الناحية التربوية، فقد آثرت أن أضع بين أيديكم هذه التدوينة الخاصة بشرح الأسباب التي دعتني لكتابة هذه التغريدة:

“لا تستخدم المال كأسلوب تفاوض مع أطفالك”

السبب الأول: الواجبات تُؤدى لأهميتها

فتنظيف الغرفة أو أداء الصلاة أو أداء الواجبات الدراسية، جميعها مهام ضرورية لبناء شخصية ومستقبل الطفل، وبالتالي يجب تأديتها بحوافز غير مالية، كالتشجيع المعنوي، والقدوة الحسنة. أما ارتباطها بالمال فهو ارتباط سيء قد يدفع بالطفل إلى التخلي عن أدائها بمجرد توقفك عن إعطائه المال.

السبب الثاني: دافع للتحايل

فقد يلجأ الطفل إلى التحايل على والديه في سبيل الحصول على المزيد من المال، فقد يتعذر بأنه تعبان أو لا يجد وقتا كافيا، الأمر الذي قد يضطر الأب أو الأم لإعطائه المزيد من المال لحثه على القيام بالأمور الواجب عليه القيام بها بلا مال أساسا.

السبب الثالث: زرع مفاهيم مالية خاطئة

حيث ينشأ الطفل على مبدأ أني سأحصل على مال بمجرد قيامي بواجباتي الأساسية، وبالتالي فإنه سيستصعب القيام بالأمور الإضافية أو التطوعية لأنها غير مفهومة بالنسبة له، فكيف سيساعد أخاه مثلا على القيام بأمر ما، أو كيف سيتقبل مساعدة شخص كبير في السن دون مال. مجرد تعود الطفل على ضرورة حصوله على المال للقيام بأي حركة أو سكنة فهذا أمر سيولد لديه مفهوما ماليا خاطئا على المدى الطويل.

السبب الرابع: من الصعب التوقف عن إمداده بالمال

هب أنك عودت طفلك على إعطائه المال في كل أمر يقوم به، فما الذي سيحصل إن لم تستطع توفير مال كاف مع مرور الوقت؟ هل ستبدأ عندها بتعليم أصول وآليات الحصول على المال بالطرق المشروعة. أم ستعطيه كتابا في إدارة الأموال ليبدأ بالتعلم منه؟ لا تنسى المثل الشهير: العلم في الصغر كالنقش بالحجر.

السبب الخامس: أداء المهام حبا بالوالدين

يجب أن يقوم الطفل بواجباته حبا بوالديه وقناعة بكلامهما، وليس رضوخا للمال. فهل عجزت عن إيصال الفكرة لطفلك وهو مازال صغيرا؟ فكيف بك عندما يكبر؟ أم هل ستستمر بإمداده بالمال للأبد. سيأتي عليه يوم سيضطر لعمل ما يكره بلا مال ولا حتى تحفيز من الآخرين. واسأل أي طالب مبتعث للخارج وستجد عنده من الأمثلة ما يغنيك.

 

ودمتم

Twitter: @faisalkarkari